فسقطت على وجهها وسجدت إلى الأرض وقالت له كيف وجدت نعمة في عينيك، حتى تنظر إليَّ وأنا غريبة ( را 2: 10 )
هذه كلمات راعوث الموآبية التي نرى فيها عُمق إحساسها بحالتها بأنها من نسل اتسم بالنجاسة وشعب ارتبط بعبادة الأصنام، وشعورها العميق بما أصبحت عليه بارتباطها الصحيح بإله إسرائيل وإتيانها إلى أرض عمانوئيل، الأمر الذي رأت فيه سيل من الخيرات يتدفق، وها واحد من شعب الرب رجل جبار بأس يتحدث إلى قلبها بكلمات النعمة. ولقد وجدت في هذا الرجل أنه رجل النعمة بعد أن عزاها وطيَّب قلبها، فقالت: "ليتني أجد نعمة" وهكذا سَمَت بها النعمة من حقل بوعز إلى طرف العَرمة في بيدر بوعز، وهنا اكتال لها ستة من الشعير، ثم بعد ذلك فك فكاكها ودخلت إلى بيته وأنجبت منه عوبيد الذي هو أبو يسى أبي داود الذي جاء منه "ابن داود"، وهكذا تضعها النعمة في الصدارة في سلسلة ربنا يسوع المسيح استهلالاً بالعهد الجديد. حقاً فعلتِ حسناً يا راعوث عندما سقطت على وجهك ونطقت بعبارة "كيف وجدت نعمة في عينيك؟".
هذه هي ما يجب أن تكون عليه حالة كل مؤمن حقيقي: ساجداً وفاغراً فاه بنفس العبارة: كيف وجدت نعمة في عينيك؟
ألم نكن بحق كما قال الرسول بولس "بدون مسيح، أجنبيين عن رعوية إسرائيل، غرباء عن العهود ... وبلا إله في العالم" ( أف 2: 12 ).